جرائم حزب الله- حصار مضايا شاهد على وحشية القرن الواحد والعشرين

المؤلف: رامي الخليفة العلي11.21.2025
جرائم حزب الله- حصار مضايا شاهد على وحشية القرن الواحد والعشرين

في غضون صيف وخريف عام 2015، عايش المدنيون في مدينة مضايا السورية أفظع حصار عرفته الإنسانية في القرن الواحد والعشرين. تجسد هذا الحصار كنموذج صارخ للوحشية والضراوة التي تبنتها ميليشيات حزب الله، حيث جردوا سكان المدينة من أبسط حقوقهم الإنسانية، عبر منعهم من الحصول على الغذاء والدواء، مما أدى إلى وفاة أعداد كبيرة من الأطفال والمرضى وكبار السن. لم يكن ذلك الحصار سوى جزء يسير من سلسلة الجرائم البشعة التي ارتكبتها هذه الميليشيات بحق الشعب السوري. بدأت فصول جرائم حزب الله ضد السوريين في منطقة القصير، حيث أقدمت ميليشياته على ارتكاب مجازر تقشعر لها الأبدان، ودمرت قرى وبلدات بأكملها عن بكرة أبيها، وهجّرت سكان مدينة القصير قسرًا بعد أن حولتها إلى مسرح للانتهاكات الطائفية المقيتة. ومنذ ذلك الحين، لم تتوقف تلك الميليشيات عن ممارسة العنف والتدمير الممنهج، فقد امتدت انتهاكاتها من دير الزور في الشرق إلى حلب الشهباء في الشمال، ومن درعا في الجنوب إلى القلمون والبادية السورية الشاسعة وحتى دمشق وضواحيها. ومما يزيد من استياء الناس ونفورهم من حزب الله هو أن العنف لم يكن موجهًا فقط ضد المقاتلين، بل كان يستهدف المدنيين العزل الأبرياء بشكل مباشر. لم تكتفِ ميليشيات حزب الله بهذه الأعمال الشنيعة، بل سعت أيضًا إلى تسهيل حركة الجماعات المتطرفة، حيث قامت بنقلهم في حافلات فاخرة مكيفة إلى مناطق سيطرة تنظيم داعش الإرهابي في شرق سوريا من خلال صفقات مشبوهة وملتوية، مما يظهر بجلاء أن عداء الحزب كان موجهًا ضد الشعب السوري أولًا وقبل كل شيء، وليس ضد التنظيمات العسكرية كما يدّعون. بدلًا من أن يخجل زعيم حزب الله حسن نصر الله من تلك الأعمال الوحشية والفظائع المقترفة، استمر في استفزاز مشاعر السوريين بتصريحاته المتعجرفة والمستفزة، مؤكدًا على استعداده الدائم لإرسال المزيد من مقاتليه إلى سوريا، وكأن سفك دماء الأبرياء أصبح هدفًا يسعى إليه بحد ذاته. وادعى نصر الله زورًا وبهتانًا أن الطريق إلى القدس يمر عبر المدن السورية التي دمرتها ميليشياته، وكأن سوريا أصبحت ساحة لتصفية حسابات تاريخية مريضة تعشعش في نفوس عليلة يجسدها نصر الله وجماعته المتطرفة. لم تتوقف مغامرات حزب الله عند الحدود السورية، بل امتدت لتشمل اليمن السعيد، حيث أرسل مقاتليه المرتزقة لدعم الميليشيات الإرهابية ضد الدول العربية الشقيقة وعلى رأسها المملكة العربية السعودية. ولم تتورع هذه الميليشيات عن استهداف الأماكن المقدسة للمسلمين لولا تصدي الجيش السعودي الباسل لهم بكل حزم وقوة. ومما يثير الاشمئزاز والاستياء أن هذه الأفعال الشنيعة تُرتكب باسم الدين والمقاومة، بينما الحقيقة المؤلمة هي أن هذه الميليشيات تستهدف الأبرياء والمدنيين في كل مكان تطأه أقدامهم الآثمة. السياسة بطبيعتها تتسم بالتنوع والاختلاف، وقد تكون الخصومة السياسية أمرًا طبيعيًا وواقعيًا نتيجة لتضارب المصالح والمواقف، ولكن عندما تتحول هذه الخصومة إلى اعتداءات دموية وحشية بحق المدنيين والأبرياء، تتحول إلى عداوة وكراهية لا حدود لها ولا يمكن تبريرها. حزب الله لم يكتفِ بأن يكون طرفًا في صراع سياسي، بل تعدى ذلك ليقتل المدنيين ويعيث فسادًا وإفسادًا في سوريا ولبنان واليمن من خلال زراعة وتجارة وتصنيع المخدرات والإشراف على تنظيمات الجريمة المنظمة، مما يجعل كراهية الناس له أمرًا مبررًا ومنطقيًا. فالخصومة السياسية يمكن مناقشتها وإيجاد حلول لها، ولكن ماذا عن الخصومة مع من جعل قتل الأبرياء وهدم المجتمعات وتدمير الأوطان هدفًا أساسيًا يسعى إليه بشتى الطرق؟ ثم يتساءلون: لماذا تكره الشعوب ميليشيات حزب الله الإرهابية؟

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة